رواية سيرة حمار
يبدو من خلال اسم الرواية: سيرة حمار ، أن الأمر يبدو قدحيا أو مسبة للغير، لكن عند قراءتها ستغير رأيك حتما. فهي تعتبر عملا آخر متقنا فنيا وأدبيا للأديب والمفكر السياسي المغربي حسن أوريد، فمن يقرأها يعلم أن مضمونها طريقة التفكير. وبالتالي يغير حكمه الأول ويستمتع بما سيأتي.
فهذه الرواية هي رواية سياسية من تأليف الكاتب المغربي حسن أوريد، وتدور قصتها حول شخصية حمار يفكر كإنسان ويعيش في عالم يحكمه الانحلال الأخلاقي والفساد السياسي. كما تتحول هذه الشخصية إلى رمز روحي ينقل رؤيةً مختلفةً عن الحياة والإنسانية. ويتضمن الكتاب قصصًا وتحليلًا للواقع الاجتماعي والسياسي في المجتمع المغربي، وكذلك يتناول قضاياً متعددةً تمس الإنسانية الجامعة. كما يقدم الكاتب عبر رواية سيرة حمار فكرةً مختلفة وفلسفية حيث يتحول المثقف والمتعلم إلى حمار يفكر كإنسان ويعيش كحمار ويتعرض لقسوة الواقع والمجتمع. تعد “سيرة حمار” من الأعمال البارزة في الأدب العربي المعاصر.
رواية سيرة حمار تجسد معاناة البطل في مرحلته التي حاول أن يكون فيها حمارا. ويتجلى ذلك في الضرب والقهر والحرمان من الطعام، ناهيك عن حمل الأثقال، والتهديد بالإخصاء، والرجم بالحجارة. كما يتم تقديمهم في مبارزة من قبل صاحب السيرك مع الأسد. وغيرها من المظاهر التي تسبب مشاعر الإنسان. لذلك يمكن القول أن هذه الرواية ليست سياسية أو تاريخية، ولا حتى أنها تعبر عن جانب من تجربة الكاتب نفسه، بل هي رواية أنثروبولوجية تعبر بشكل أساسي عن أزمات الشخص الروحية والأخلاقية والسلوكية. على الرغم من أن المجالين اللذين ذكرتهما أعلاه يظهران بشكل كبير في معظم أعمال أوريد ومن بينها نذكر: “رواء مكة” و “ربيع قرطبة“.
إذن فقد توفق الكاتب كثيرا في رواية سيرة حمار، وكان على الموعد مع الإبداع كما العادة. وندعوكم من خلال الروابط الموجودة في المقالة إلى أن تستفيدوا وتستمتعوا عبر تحميلها وقراءتها.
قراءة ممتعة.
للحفظ اضغط على الرابط على زر الفأرة الأيمن ثم حدد حفظ الرابط باسم … أو save link as
للقراءة اضغط على الرابط أسفله.
أمة لا تقرأ، لا تستحق التحرر.